الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رغم رفض النهضة: تجريم التكفير وضمه الى مشروع مكافحة الإرهاب...

نشر في  23 جويلية 2015  (10:24)

تمّ التصويت بداية الأسبوع  بأغلبية 13 صوتا من بين 15 عضوا بلجنة التشريع العام على اعتبار التحريض على العنف والتكفير جريمة إرهابية والتنصيص على ذلك ضمن الفصل 13 من مشروع قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال والإقرار بوصول العقوبة لمرتكبي جرائم إرهابية تهدد المؤسسات والأشخاص والبعثات الدبلوماسية إلى حد الإعدام.

ويذكر أن هذا الفصل كان طيلة الفترة الفارطة محور جدال، حيث رفضت بعض الأطراف ونخص بالذكر حركة النهضة اعتبار التكفير جريمة ارهابية لتتراجع فيما بعد عن موقفها وتعدله، وقبل عرض هذا هذا المشروع على جلسة عامة للمصادقة عليه، ارتأت اخبار الجمهورية الاتصال بشخصيتين عانتا من جريمة التكفير ورصد موقفيهما اثر المصادقة على تجريم هذا الفعل..

لا يمكن محاربة الإرهاب دون تجريم التكفير

في البداية اتصلنا بالاعلامي سفيان بن حميدة الذي اكد انه من الجيّد أن يتم التوافق اليوم حول تجريم التكفير، خاصة وان هذا التوافق لم يكن بالأمر الهيّن على حدّ تعبيره . وبين بن حميدة أن هذا التصويت تم تأجيله لاكثر من أسبوعين وذلك نتيجة رفض حركة النهضة اعتبار التكفير جريمة ارهابية حسب ما صرح به بعض قياداتها، مشيرا الى ان النهضة راجعت موقفها خاصة بعد موقف الجبهة الشعبية الحاد وقبلت بتجريم التكفير.
وأفادنا سفيان بن حميدة انه لا يمكن لتونس محاربة الارهاب دون تجريم التكفير الذي يؤدي في غالب الأحيان الى اهدار الدم والقتل.

وشدّد محدثنا على انها ليست المرة الأولى التي تسعى فيها حركة النهضة الى افراغ مشروع مكافحة الارهاب من محتواه، حيث سبق وان كان لها موقف غريب تجاه الاتجار بالسلاح، والذي تم ادراجه بعد جهود مضنية ضمن مشروع مكافحة الارهاب، مبينا أن النهضة طالما حاولت خلق ثغرات في هذا المشروع لتسارع بتعديل موقفها امام وجود معارضة قوية. وبين بن حميدة ان اقرار تجريم التكفير في فصل خاص او ضمن الفصل 13 مسألة ثانوية لأن الأهم هو تجريم تكفير الناس.

رفض تجريم التكفير ..تبييض للارهاب

من جهته أكد المحلل السياسي والكاتب مختار الخلفاوي ـ الذي سبق ان تم تكفيره من قبل حزب التحريرـ أنه لا بد من تجريم التكفير اولا، ثم اعتبار الخطاب التكفيري لوحده جريمة ارهابية. وبين الخلفاوي انه لم يعد النظر الى الارهاب مقتصرا على كونه فعلا أو عملا اجراميا بل لا بد من استيعاب الخطاب الداعي الى الارهاب داخل دائرة الجريمة الارهابية، واستشهد محدثنا بالمنظور البراغماتي التداولي وخاصة بما جاء به «أوستيم»  الذي يقول ان القول هو فعل، ومن يحث على العنف ويبث خطاب الكراهية والارهاب هو كالقائم بهما تماما، لأن الدال على الشرّ كفاعله..
واشار مختار الخلفاوي ان الجميع يتذكر أنه وتحت حكم النهضة والترويكا واثناء تغول التكفيريين والغوغائيين كانوا يميزون بين الارهاب وبين خطاباته وحواضنه وكانوا يحاربون الارهاب في الجبل ويهادنونه في السهل، موضحا ان النتيجة هي ما نتلقاه اليوم من ضربات ارهابية تطال المدنيين والسياح بعد ان كانت تستهدف من يسمونهم طواغيت وأعوان الطواغيت ـ والكلام لمختار  الخلفاوي ـ الذي اضاف انه واثناء حكم الترويكا والنهضة كانوا يبثون تلك الخديعة القائلة بان تونس بالنسبة لهم هي دار دعوة لا دار جهاد، مشيرا الى أن هذه الخديعة رددها التكفيريون من انصار
 الشريعة كما رددتها اذرعتهم الحزبية والدينية، مبينا ان النتيجة كانت ما نراه اليوم من تحول تونس الى دار كفر يعلن فيها الجهاد.
وختم محدثنا كلامه بالتأكيد على أنه ومن البديهي أن يتضمن قانون مكافحة الارهاب فصلا يجرّم القتل والدعوة الى القتل اي خطاب التكفير، مبينا ان الذين يعارضون ذلك بحجة كون التكفير حكما من احكام الشرع لا يمكن إبطاله فهؤلاء يبيضون صفحة الارهابيين بحجج من فقه القرون الوسطى، مؤكدا ان المجتمع اليوم هو مجتمع مواطنين لا مجتمع مؤمنين وكفار.

سناء الماجري